مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث يشارك في يوم دراسي في طوباس حول المدن الآمنة والحد من مخاطر الكوارث

Source(s): An-Najah National University

نظمت بلدية طوباس ووزارة الإعلام بالتعاون مع مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية، والهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث، يوماً دراسياً ناقش اشتراطات المدن لآمنة، وسبل الحد من الكوارث.

وأكد عقاب دراغمة، رئيس البلدية في كلمة الافتتاح، أن الهدف من النقاش محاولة اتخاذ تدابير للتقليل من آثار الكوارث التي قد تقع لا قدر الله، والشروع وفق الإمكانات المتاحة في توفير الحد الأدنى من اشتراطات السلامة، وبخاصة أن طوباس القديمة تعاني طبيعة صعبة، من حيث قدرتها على تحمل آثار الزلازل.

وقال رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من آثار الكوارث اللواء المتقاعد واصف عريقات: إن الاهتمام العالمي الراهن يتجه نحو التركيز على دارة الكوارث، وأن دولاً بإمكانات كبرى عجزت عن مواجهات حرائق بمفردها، ولجأت إلى الاستعانة بمعونات أجنبية، كما حصل في حرائق كاليفورنيا الأمريكية، وأضاف أن الاحتلال يقف عقبة أمام رفع القدرات المحلية، لسيطرته على المعابر والحدود، ولضعف المعدات والبنية التحتية.

واستعرض عريقات تشكيل المجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1998، الذي بدأ بالتأسيس لإدارة الأزمة، وفحص الجاهزية، والتجسيير بين المؤسسات الرسمية والأهلية، وانتقد غياب ثقافة الاهتمام بالكوارث قبل وقوعها عن مجتمعنا، مؤكدًا أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه كل فرد، في رفع الوعي وتطويره على صعيد إدارة الكارثة، وليس المؤسسة فحسب.

وتابع يقول: إن الحروب تحتاج إلى جيوش لإداراتها، لكن الكوارث والزلازل تحتاج إلى جيوش وشعوب للتعامل معها. وتطرق إلى النموذج الهايتي الذي أخفق في إدارة الكارثة، نظرًا لتدني

الثقافة تجاه الزلازل، وسبل التعامل معها بفاعلية.

فيما قدم مدير وحدة هندسة الزلازل ومدير مركز التخطيط الحضري والحد من الكوارث في جامعة النجاح الوطنية د.جلال الدبيك محاضرة تناول مفهوم المدن الآمنة، والنقاط العشر المعتمدة دولياً، اللازمة لبناء قدرات المدن لمواجهة الكوارث، والتي يجب على الهيئات المحلية القيام بها، للاستعداد للكوارث، وأكد أن عمليات الحد من الكوارث تعتبر منظومة شاملة، وليست عملية عشوائية، إذ يجب أن تسبق وقوع الكوارث –لا قدر الله- سلسلة خطوات وإجراءات للتخفيف من مخاطرها.

وأوضح الدبيك طبيعة العلاقة التبادلية بين التقدم والكارثة، مشيراً إلى النموذج الياباني المتقدم، إذ ضربت منطقة من اليابان هزة أرضية عام 1923 أوقعت أكثر من 40 ألف قتيل، وتكرر الزلزال في الثمانينات من القرن الماضي بالقوة نفسها وفي المنطقة ذاتها تقريباً، ليوقع بعض الجرحى فقط، مما يؤكد ارتفاع الجاهزية وتقدمها.

وقال إن المخاطر ترتبط بمصدر الخطر نفسه، وبقابلية الإصابة، وبالقدرة على مواجهته وفقاً لمعادلة رياضية معقدة، ويكمن مفهوم الحد من مخاطر الكوارث في ضرورة قدرة المجتمع ومؤسساته للمواجهة، وتقليل قابلية إصابة المباني ومنشآت البنى التحتية.
وذكر الدبيك إن طوباس كغيرها من المحافظات الفلسطينية معرضة لتأثير الهزات الأرضية؛ بفعل وقوع منطقتنا ضمن المناطق المصنفة بزلزالية معتدلة إلى قوية نسبياً، حيث يوجد في المنطقة واستناداً لطبيعتها الجيولوجية وللصدوع الأرضية النشطة أكثر من بؤرة أو مركز زلزالي، أهمها منطقة البحر الميت، أو بيسان، أومناطق وادي عربة والعقبة أو أصبع الجليل، أو منطقة صدع الفارعة-الكرمل.

وأضاف إن تقليل المخاطر يبدأ بمعرفة مصدر التهديد، كما أن الحكم الرشيد والقوانين والتشريعات وآليات التنفيذ تساهم كلها في رفع الجاهزية، وتقليل قابلية الإصابة، وأكد أن نتائج المسح الزلزالي الذي أجرته جامعة النجاح على عينة من 1360 شخصاً أظهر وجود وعي مقبول بشأن إمكانية حدوث الهزات الأرضية، وقابلية إصابة المباني، والاستعدادات اللازمة، والجهات المسؤولة عن إدارة الكوارث.

واستعرض الدبيك الاشتراطات الدولية للمدن الآمنة، والتي تطالب بوجود تنظيم وتنسيق لفهم المخاطر والحد منها، وفهم أدوار المؤسسات، ووجود ميزانيات مخصصة لإدارة هذا النوع من الكوارث، والتحديث المستمر لقواعد البيانات المتصلة بالمخاطر والكوارث، بجوار تطبيق واقعي لنظام المباني المقاومة للزلازل واستخدامات الأراضي.

وبناء على مفاهيم الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث UNISDR، وأولويات عمل إطار هيوغو، هناك حاجة ملحة لاعتبار الحد من مخاطر الكوارث أولوية وطنية ومحلية، قائمة على قاعدة مؤسسية صلبة للتنفيذ.بالتوازي مع تحديد وتقييم ورصد مخاطر الكوارث وتعزيز نظم الإنذار المبكر، واستخدام المعرفة والابتكار والتعليم لبناء ثقافة الأمان والقدرة على مجابهة الكوارث على جميع المستويات، عدا عن الحد من العوامل الرئيسة للمخاطر، إضافة إلى تعزيز الاستعداد للكوارث بغية التصدي الفعال والتعافي منها على جميع المستويات.
وذكر منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، أن اليوم الدراسي سعى إلى الدفع بإدارة الكوارث الطبيعية والزلازل إلى الواجهة، من خلال نشر الوعي بها وتطويره، وصولاً إلى إدارة فعّالة للأزمة قبل حدوثها.

وأشار إلى أن الوزارة والهيئة الوطنية للتخفيف من الكوارث ومركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية ، اتفقتا من حيث المبدأ على تنظيم تدريبات مكثفة للإعلاميين ودارسي الصحافة في محافظات الوطن، حول إعلام الأزمة، وما يجب فعله قبل الكوارث وخلالها وبعد وقوعها-لا قدر الله- بغية المساهمة في تعزيز دور الإعلام، وعدم التعامل بردة فعل مع الزلازل والكوارث.

Explore further

Country and region Palestine, State of
Share this

Please note: Content is displayed as last posted by a PreventionWeb community member or editor. The views expressed therein are not necessarily those of UNDRR, PreventionWeb, or its sponsors. See our terms of use

Is this page useful?

Yes No Report an issue on this page

Thank you. If you have 2 minutes, we would benefit from additional feedback (link opens in a new window).